المطران عودة: البريء لا يخشى شيئًا ولا يتمسّك بحصانته
ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس، المطران الياس عوده، قداس الأحد في كاتدرائية القديس جاورجيوس في بيروت.
وبعد الإنجيل، ألقى عظة الأحد، تطرّق فيها إلى الأزمات المعيشية التي يواجهها المواطنون بشكل يومي، فقال: “نرى البشر يتقاتلون أمام الأفران والمحطات والصيدليات وشتى مصادر الخدمات، لأن مسؤولي هذا الشعب زرعوا في داخلهم القلق من المستقبل المجهول، فأماتوا الضمير الحي الذي وضعه الله داخل كل إنسان، لذلك نسمع يوميًا بأشخاص خزّنوا في منازلهم المواد الغذائية والمحروقات والأدوية، مانعين إياها عن إخوتهم البشر، أما التجار المحتكرون، فحدثوا بلا حرج عن أفعالهم البعيدة كل البعد من الإنسانية”.
من هنا، تابع عودة: “نحن لا ننتظر رجاء من زعيم أو سياسي، وقد انهار بلدنا بسبب سوء إدارتهم وفسادهم؛ حتى الجريمة التي أصابت عاصمتنا ما زالت غامضة الأسباب والمسببين”، مشيرًا إلى “أننا بعد شهر سوف نصلي معًا من أجل راحة نفوس الضحايا الأبرياء الذين سقطوا بسبب الإنفجار وما زالت دماؤهم تستصرخ العدالة. أملنا أن يتوصل التحقيق قريبًا إلى جلاء الحقيقة، كما نأمل أن يكون الجميع في خدمة العدالة لكي ينجلي الغموض القاتل الذي يلف هذه القضية، ولنتذكر أن لا أحد فوق القانون”.
وأكد المطران عودة أن “البريء لا يخشى شيئًا ولا يتمسّك بحصانته، لأن الحصانة تسقط أمام الحس بالمسؤولية الوطنية والواجب الإنساني، ولأن الشهادة أمام القاضي ليست عيبًا، إنما التهرب من الإدلاء بالشهادة مريب، والتشكيك بالتحقيق نسف للتحقيق وطعن للمظلومين”.
وفي الختام، أمل عودة “ألا تتدخل السياسة في عمل القاضي، بل أن يتعاون الجميع معه من أجل إظهار الحقيقة وإحقاق العدالة، طالبًا من الزعماء والمسؤولين أن يكفوا عن تبادل الإتهامات، وأن يتوقفوا عن التشاتم والتذابح لأنهم بعملهم هذا يذبحون لبنان”.